الاثنين، 16 أغسطس 2010

قصيدة وادى حلفـــــــــــا

الله يعلم والخليقـــــــــــة تشــــهد
إن غالهـــــــــا الدهر العصُي الأخلد
فخريـــــــــدة وئدت فأبكت أهلهــــــا
جزعاً فكيـــــــف على صبــاها توأد
حبُ وأحسان وســـــعدُ وأشتهىً
ونقــــــــــــاء أيام وغيد خــــــــــــردُ
جمعت يداللــــــــه الجمــــال بأرضها
فبدت تميس بحسنهـــــــــا تتفــــــرد
سادت لربات الجمال زمــانهــــــــــــا
زمنـــــــــــاً ودالت مُهجةٌ لا تخلـــــــدُ

شبت على ثــــــــرى الطبيعة حــــرةً
حـــــــورية أمثـــالها لا تولــــــــــــــــد
سُحر الطبيعة ... حسنها وحسانها
وطبى الطبيعة سحـــــــرها المتجدد
النيل صاف ماؤه في سلـــــــــــسل
عذبُ .. مدانُ ... باردُ .. لك يـــــــــوردُ
تسقى الحقول ... مياهه حتى اذا
تلقى بساط ضفافـــــــــــــه تتمددُ
أرقين ترقـــــد في الرمـــــال صبيــة
ترمي الهـــــوى بقلوبنا وتهدهــــــــد
ويفيض عنقش بالجمـــــال فيكتســـي
حلل الطبيعـــــــة في جمــــال يحســدُ
ياللجــــــــمال أضيع غير معــــــــــــــزز
يا للهـــــــــوى بجلالـــــــــــــه لا يعبد
بوهين يا مبنى الملوك تهدمــــــــــت
أطــــــواده أضحت بها لا تصمــــــــــد
فصخــــــوره في المــــاء تبكي حتفها
قد لان للمــــــــاء البناء الأصلــــــــــد
غــــــرقى تشب رؤوسهـــــــافكأنهـا
بالناس وقت خناقهـــــــــا تستنجـــــد
لا عين ترقبهـــــا وتنشلهـــــا الـــــى
بر الأمـــــــان ولا وفــــــــــاء ولا يــــــد
حلفـــــــا تنــــادي ســـادةً حفلـــوا بها
زمنـــا وأزمــــانا فأين السيــــــــــــــــد
هذاك طفل حالــــــم في ظلــــــــــــــه
تحت النخيـــــــــل وحلمــــــه يتــبدد
هاتيــــــك ساقيــــــة تزيد أنينهـــــــــا
آلامهـــــــا في صـــــوتهــــا تتـــــــردد
باتت صدى لأنينـــــــــــــها وزفيرهـــــا
تحبــــــــــــو على أرض الخيال وتجهدُ
نادت بنيهـــــا الذاهبين فلم يجـــــــــب
أحـــــــد لها غير الصـــــــــــــدى يتردد
ولكم حنت وبصدرهــــــا كم أرضعت
أبنـــــاءهـــــا وتقربت فتبـــــــاعـدوا
قالت يعــــــودوا في غــــٍد لديـــارهم
وتلفعت تشتـــــــــاق أن يأتي غــــــــدٌ
ومضى غدُ ومضت ـــــــــين فأكتسى
بدم ودمع على خــــــــــــدها المتورد
وتلفتت حيرى ترد شجــــــــونهــــــا
أم ترى أبنــــــاءهـــــا يتمــــــــــــردوا
عادت بأحزان اليتـــــــــــامي تنتحي
ركنـــــــــــــــا تعود لربهـــــــــا تتعبد
مكســـــــوة خلق الثياب وجسمهــــــا
ضاوٍ وأمـــــا وجهـــهـــا فمـــــرمـــــد
فكأنها لم تكن ثـــــــــوباً أخضـــــــــــراً
أو زانهــــــــا في الناهــــــدين زمـــرد
باتت تميتُ همومـــــــــــــــها بتعبد
في اللـــــــــــــه يسترها خمار أســود
فوق البيوت حمامهـــــــا في حيـــــرة
فكأنهــــــــــا بحمامهـــــــا تتشهـــــد
يا ذاهباً عن أرضهــــا وديارهـــــــــــا
حلفـــــــــا تقول لك أين المولـــــد ؟
ليس المحب بصــــــادق في حبـــــه
لو أنـــــه في ليلة من حبـــه يتجـــرد
يا تاركين جدودهـــــم بترابــــــــــها
عافيــــــــن خيرات بهــــــا قد أوجدوا
وميمي أرض غريب أهلهــــــــــــــا
والوجـــه واللسن النطيقـــــة واليـــــد
خلى أبوكم جنــــــــــــة بطيوبهـــــــا
مــــــا لأبن آدم موضـــــــع يتخلــــــد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
ميرغني ديشاب .... 1973م
حلفا الجديدة ــ وأدي حلفا
الحي الثاني . أرض الحجر
عمودية دويشات

هناك تعليقان (2):